هو : يوسف بن عمرو بن يسار أبو يعقوب الازرق المدني ثم المصري.
الإمام الحجة الضابط المحقق الثقة :
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « يعقوب الازرق » القراءة على مشاهير علماء عصره : فقد أخذ القراءة عرضا وسماعا عن « ورش » وهو الذي خلفه في القراءة والاقراء بمصر. كما عرض القرآن على « سقلاب » ، وغيره (٢).
قال « أبو الفضل الخزاعي » : « أدركت أهل مصر ، والمغرب على رواية « أبي يعقوب الازرق » عن « ورش » لا يعرفون غيرها (٣).
وقال « الذهبي » : « لزم « الازرق » « ورشا » مدة طويلة ، وأتقن عنه الأداء وجلس للإقراء ، وانفرد عن « ورش » بتغليظ اللامات ، وترقيق الراءات (٤).
وأقول : الترقيق من الرقة ، وهو ضد السمن ، فهو عبارة عن انحاف ذات الحرف ونحوله.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : معرفة القراء الكبار ١ / ١٨١ ، وغاية النهاية ٢ / ٤٠٢ ، وحسن المحاضرة ج ١ ص ٤٨٦.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٤٠٢.
(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨١.
(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٨١.
٦٣٥
والتفخيم من الفخامة وهي العظمة ، والكثرة ، فهو عبارة عن ربوّ الحرف وتسمينه فهو والتغليظ واحد ، إلا أن المستعمل في الراء ضدّ الترقيق التفخيم.
والمستعمل في اللام التغليظ ضدّ الترقيق.
يقول « ابن الجزري » في ترقيق الراءات وتفخيمها : القراءات في مذاهب القراء عند أئمة المصريين والمغاربة ، وهم الذين روينا رواية « ورش » من طريق « الازرق » من طرقهم على أربعة أقسام : قسم اتفقوا على تفخيمه ، وقسم اتفقوا على ترقيقه ، وقسم اختلفوا فيه عن كل القراء وقسم اختلفوا فيه عن بعض القراء.
وتفصيل الكلام عن هذه الأقسام الاربعة يرجع إليه في الكتب المعنية بذلك مثل كتاب « النشر في القراءات العشر » لابن الجزري (١).
ويقول « ابن الجزري » بالنسبة لتغليظ اللام : « قد اختص المصريون بمذهب عن « ورش » في اللام لم يشاركهم فيها سواهم ، ورووا من طريق الأزرق ، وغيره عن « ورش » تغليظ اللام إذا جاورها حرف تفخيم ، واتفق الجمهور منهم على تغليظ اللام إذا تقدمها : « صاد ، أو طاء ، أو ظاء » بشروط ثلاثة وهي أن تكون اللام مفتوحة ، وأن يكون أحد هذه الثلاثة مفتوحا ، أو ساكنا ، واختلفوا في غير ذلك » ا هـ (٢).
وأقول : قراءة « الازرق » عن « ورش » مشهورة ، ومتواترة ، ولا زال المسلمون يتلقونها بالرضا والقبول حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
قال « أبو بكر بن سيف » : سمعت « أبا يعقوب الازرق » يقول : « إن
__________________
(١) انظر النشر في القراءات العشر بتحقيقنا ج ٢ ص ٢٤٦.
(٢) انظر النشر في القراءات العشر بتحقيقنا ج ٢ ص ٢٧١.
٦٣٦
ورشا لما تعمق في النحو ، اتخذ لنفسه مقرأ يسمّى مقرأ ورش ، فلما جئت لأقرأ عليه قلت له : يا أبا سعيد إني أحب أن تقرئني مقرأ « نافع » خالصا ، وتدعني مما استحسنت لنفسك ، قال : فقلدته مقرأ « نافع » وكنت نازلا مع « ورش » في الدار ، فقرأت عليه عشرين ختمة ، بين حدر وتحقيق ، فأما التحقيق فكنت أقرأ عليه في الدار التي كنا نسكنها في مسجد « عبد الله ». وأما الحدر ، فكنت أقرأ عليه إذا رابطت معه بالاسكندرية ا هـ (١).
وقد كان « الازرق » رحمهالله تعالى مدرسة وحده ، وقد تلقى عليه القرآن عدد كثير منهم : « إسماعيل بن عبد الله النحاس ، ومحمد بن سعيد الأنماطي ، وأبو بكر عبد الله بن مالك ، وموّاس بن سهل » وآخرون (٢).
توفي « الازرق » في حدود الاربعين ومائتين من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم « القرآن الكريم ». رحم الله « الازرق » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
0 التعليقات:
إرسال تعليق